هكذا أبان تلامــــــذة سطات عن نباهتهم وحسهم بالمسؤولية

محمد منفلوطي_هبة بريس

أصل الحكاية هنا، هو تلك اللحظة التي ستبقى خالدة في أذهان الجميع للعديد من تلاميذ المؤسسات التعليمية التابعة للمديرية الاقليمية للتعليم بسطات، وهم يعبرون عن مواقفهم الرافضة للساعة الجديدة، إذ خرجوا فرادى وجماعات في مسيرات مرددين شعارات، لكن اللافت للنظر هو أنه وفي خضم هذه الاحتجاجات والاستنفار الأمني الذي ضرب بمحيط المكان، فتح هؤلاء التلاميذ سلسلة من الحوارات البناءة مع بعض الفرقاء الاجتماعيين والمسؤولين الإقليميين أبانوا من خلالها عن كفاءاتهم في الحوار ونباهة مواقفهم التي تتوافق وحسهم الوطني، إذ غلّبوا كفة المصلحة العليا للوطن على كفة المصالح الشخصية الضيقة، وأبَّوا بذلك إلا أن يعطوا دروسا في الوطنية لكل من شكك وحاول ذلك عبر زرع الفتن ما ظهر منها وما بطن.

موقف التلاميذ الرافض للساعة الجديدة، اعتبره كثيرون يندرج في إطار التعبير عن حرية الرأي وتكريسها في نفوس الناشئة، مادامت هذه المواقف لن تخرج عن مسارها الطبيعي وظلت أصوات مردديها مقتصرة على رفع الحصار عن “الساعة” وإعادة العقارب إلى ما كانت عليه سلفا.

إنــــهم تلامذة المؤسسات التعليمية بسطات، صراحة الذين أبانوا عن عُلو كعبهم في الاحتجاج السلمي المسؤول والعودة إلى مقاعدهم الدراسية للاستئناف تحصيلهم العلمي بروح من المسؤولية، وهي مواقف اعتبرها كثيرون من المتبعين للشأن التعليمي بالإقليم ستبقى منقوشة على سجلات من ذهب لهؤلاء الفتية والشباب الذين استطاعوا أن يسمعوا أصواتهم بنوع من الحكمة والرزانة.. هكذا هم شباب وشابات وتلاميذ وتلميذات المؤسسات التعليمية بربوع إقليم سطات.

 في خضم هذه الأحداث، يبقى الدور الرئيسي والمتميز الذي قام به كل من مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين البيضاء سطات عبد المومن طالب، والمدير الاقليمي محمد زروقي والفرق التربوية والإدارية وهيئات المجتمع المدني وبعض الفعاليات النقابية، والسلطات الإقليمية والأمنية، (تبقى) كلها مواقف نبيلة كرّست نوعا من المقاربة التشاركية والحزم في اتخاذ قرارات جريئة تضمن السير العادي للتمدرس، هكذا قاد هؤلاء الأبطال سلسلة من الاجتماعات الماراطونية بمختلف المؤسسات التعليمية بالإضافة إلى التواجد الميداني والانصات لأصوات الرافضين للساعة الجديدة، واقناعهم بالعودة إلى مقاعدهم داخل حجرات الدرس لاستئناف تعليمهم، والعمل على إيجاد صيغة توافقية حول موضوع التوقيت المدرسي.

هكذا استطاع هؤلاء احتواء الأزمة في وقت وجيز ضمانا للسير العادي للدراسة خدمة للبلاد والعباد، وهي مناسبة لنقف اجلالا واكبارا لهؤلاء الشرفاء الذين يشتغلون بالسر والعلن بروح المسؤولية والالتزام، كما نقف احتراما وتقديرا للأطر التربوية والإدارية على انخراطها الجاد في سبيل أداء مهامها النبيلة.. لنختم الكلام هنا بالقول: هكذا أبان تلاميذ وتلميذات المؤسسات التعليمية بسطات عن نباهتهم وعُلُو كعبهم.

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى