سطات.. مهرجان “لوتار” يُعيد زمن قشبال وزروال

محمد منفلوطي_هبة بريس

يستمر المهرجان الوطني للوتار في نسخته الثامنة هذه السنة أعماله الفنية التي أطلق عليها “دورة قشبال”، من تكريم رفيق درب هذا الأخير “زروال” بالإضافة إلى أبرز أشياخ آلة لوتار في “اللحن الجريح في العيطة الحصباوية ” الشيخ عابدين الزرهوني، وهي الدورة التي ستنطلق فعالياتها أيام 22و23 و24 من نوبر الجاري بسطات.

عبد الله الشخص رئيس جمعية المغرب العميق لحماية التراث، ومدير المهرجان أكد في تصريح لهبة بريس، أن التفاته هاته بمثابة تكريس لثقافة الاعتراف ورد الاعتبار لأشياخ وصناع تقليديين كابدوا من أجل بقاء هذه الآلة و هذا الفن مستمرين في إشعاعهما، مشيرا أنه و نظرا لمحورية آلة لوتار في الفرجة الموسيقية الرعوية المغربية لأنها الآلة التي واكبت التشكل الموسيقي إن بدورها الانجازي أو التأسيسي كآلة عريقة و أصيلة ضاربة بجذورها في الكينونة الموسيقية الرعوية سواء تعلق الأمر بهويتها الأنسترمونتالية في سياق العرض الموسيقي أو بأصالتها كإنتاج مغربي أصيل صنعا و ابتكارا هذا مكون له عمقه الأنطولوجي الطقوسي كما يبقى لأسلوب العزف خصوصية متفردة تميز بها فنانون عبر العصور و الأجيال أسهمت في إغناء المنجز الموسيقي عبر آلة لوتار.

وأضاف الشخص أن آلة لوتار أصبحت تفرض نفسها على كل من يهتم بالتراث الموسيقي الوطني و يجعل منها أهمية ثقافية لتتبوأ مكانتها الحقيقية و حقها الطبيعي في الاهتمام و الاحتفاء بها و بروادها سيما و أنها لم نستوف حقها من الاهتمام كمثيلتها من الآلات الموسيقية و الأنماط الموسيقية الأخرى التي نالت حظا وافرا من الاهتمام و الاحتفاء بها.”

في هذا السياق يضيف المتحدث قائلا : “لقد تبلورت عندنا فكرة تنظيم مهرجانا تراثيا و ثقافيا يتمحور حول موضوع آلة لوتار نبتغي به و من خلاله بعث هذا التراث الموسيقي و الاحتفاء برواده و مبدعيه ماضيا و حاضرا و توفير ظروف التكوين و المنافسة بين الممارسين من محترفين و هواة من الشباب بالإضافة إلى جعل هذا المهرجان صلة وصل و ملتقى فعاليات فنية و ثقافية و أكاديمية من كل المشارب محليا وجهويا وطنيا وحتى دوليا تلتقي على بعث هذا التراث الفني الوطني و جعله قابلا للتطوير و البحث الثقافي و الانتشار الإعلامي وطنيا و دوليا و كذا جعل هذا المهرجان مناسبة سانحة لإحقاق حق الفنانين الممارسين في التكريم و الاحتفاء بهم و رد الاعتبار لهم كذاكرة فنية تجشمت وجع المحافظة و المكابدة العاشقة لهذا التراث الوطني بعصامية محرومين من أي دعم أو اهتمام يسند مسيرة ممارستهم إلا من عشق لهذه الآلة و إصرار على تطوير إبداع فني وطني حيث ساهموا في تأثيث ذاكرة فنية وطنية”.

وأكد عبد الله الشخص على أن الوقت قد حان لتتظافر الجهود مع مجموعة من الشركاء الذين نوجه لهم الشكر على دعمهم المتواصل وعلى رأسهم القطاعات الوصية على الثقافة من وزارة ومنتخبين محليين وجهويين ومؤسسات ذات الصلة من أجل إنصاف هذا التراث الوازن و العمل على بعثه في وجدان الأجيال.

وأشار الشخص ان الجمعية استطاعت بامكانياتها الذاتية المتواضعة في تمويل و تقديم اول عرض لسيمفونية لوتار من العيطة الحصباوية في فعاليات الدورة الأولى و عرض سيمفونية لوتار من الأطلس المتوسط و سيمفونية لوتار من تقديم شباب واعد في المجال خلال الدورة الثانية ايمانا منها بدور الجيل الصاعد في المواكبة والمحافظة على هذا التراث الذي هو جزء من هويتنا و انصب اهتمامها ايضا على تفعيل و تطوير الندوة العلمية التي أصرت الجمعية على استمراريتها المحورية في فعاليات دورات المهرجان لإيماننا بأهمية المواكبة الأكاديمية لأي حدث ثقافي بالدراسة و المقاربة و توثيق أعمالها في أفق خلق تراكم علمي و أكاديمي وازن يؤسس لتقليد فكري يضمن توثيق كل ما ينجز حول هذا التراث الفني من مقاربات و دراسات عبر إشراك باحثين ومهتمين في المواضيع ذات الصلة بالمنجز الفني لآلة – لوتار- و ذلك من أجل توسيع قاعدة التلقي و التواصل و اغناء دائرة الاهتمام بهذا التراث المتميز من ذاكرتنا الفنية و الثقافية الوطنية المغربية غير ان جمعية المغرب العميق لحماية التراث لا تستطيع لوحدها رغم ما تبدله من جهود و من طاقة في تطوير عملها دون انخراط المزيد من الشركاء و الداعمين على أكثر من مستوى من أجل إيفاء هذا التراث الوطني حقه في الاحتفاء. و التثمين و التكريـم و المحافظـة عليه و نشره و التعريف به على أوسع نطـاق.”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى