الجديدة.. السلطات تفلح في إرجاع التلاميذ المحتجين إلى مؤسساتهم التعليمية‎

أحمد مصباح – الجديدة

خلت، صباح اليوم الثلاثاء، الشوارع والمؤسسات التربوية بعاصمة دكالة، من مظاهر الاحتجاجات التي عاشت على إيقاعها مدينة الجديدة، خلال الأيام الأخيرة، بسبب التوقيت المدرسي الجديد، الذي اعتمدته وزارة التربية الوطنية. حيث التحق التلاميذ، في أوقاتهم المحددة، بأقسامهم، للدراسة والتحصيل. وعادت من ثمة الأمور والأجواء إلى حالتها الطبيعية والاعتيادية.
هذا، ومع انطلاقة الدراسة على الساعة الثامنة والنصف من صباح اليوم الثلاثاء، انمحت بشكل لافت للانتباه مظاهر القوة العمومية، والإنزال الأمني الكثيف، تحت الإشراف الفعلي لكبار المسؤولين الأمنيين، من الشارع العام، ومن أمام المؤسسات التعليمية، وفق المقاربة الأمنية التي اعتمدها المراقب العام، عزيز بومهدي، رئيس الأمن الإقليمي بالجديدة، والتي أعطت، على ما يبدو، انطباعا سلبيا.

هذا، وقد تم الإبقاء على حضور باهت للشرطة، من خلال دوريات راكبة، مركونة في نقاط بعيدة في الشارع العام. فيما عهد بالمهمة إلى بعض أفراد القوات المساعدة، وأعوان السلطة المحلية بالزي المدني، بحضور ممثلي جمعيات آباء وأولياء التلاميذ، المرابضين على بعد بضعة أمتار من مداخل المؤسسات التربوية، وفي محيطها.

وحسب ما استقته الجريدة، فقد تسنى إعادة الأمور إلى سابق عهدها، وحالتها الطبيعية والاعتيادية، بفضل الحكمة وبعد النظر، الذي أبانت عنه، بعيدا عن المقاربة الأمنية، السلطات الترابية والتربوية، ممثلة في عامل إقليم الجديدة، محمد الكروج، والمدير الإقليمي لوزارة التربية الوطنية بالجديدة، عبد اللطيف شوقي، في إدارة الأزمة، واحتواء الوضع الذي لم يخرج عن السيطرة. ما مكن من امتصاص غضب التلاميذ، وإرجاعهم إلى فضاءاتهم الطبيعية، إلى مؤسساتهم التربوية، وفصولهم، من أجل الدراسة والتحصيل.

وبالمناسبة، فإن الاسبوع الماضي، الذي ودعته عاصمة دكالة، لم يكن عاديا أو اعتياديا، بالنظر، أولا، إلى طبيعة الأحداث أو الحدث البارز الذي تصدر المشهد اليومي لسكان إقليم الجديدة، والذي يكمن في خروج التلاميذ والتلميذات إلى الشارع، في ردة فعل على التوقيت المدرسي الجديد، الذي اعتمدته وزارة التربية الوطنية، بعد أن دخل حيز التنفيذ، الأحد ما قبل الماضي، المرسوم الذي أصدرته الحكومة، الجمعة 26 أكتوبر 2018، والذي يقضي بتثبيت التوقيت الصيفي طيلة السنة، أي بإضافة 60 دقيقة إلى الساعة القانونية (غرينتش + 1)، المحددة في تراب المملكة المغربية، بموجب الفصل الأول من المرسوم الملكي، الصادر سنة 1967.. وثانيا، بالنظر إلى التفاعل الإيجابي، والثقل الذي تدخلت به السلطات التربوية، بتنسيق مع السلطات العاملية والإقليمية والمحلية، لاحتواء الوضع المتأزم، الذي ظل تحت السيطرة، والذي لم يكن ثمة ما يبرره، ولامتصاص غضب التلاميذ المحتجين، الذين يكون حصل لديهم، على ما يبدو، خطأ في فهم واستيعاب الإجراءات التي اعتمدتها وزارة التربية الوطنية.

فبثقل هذا الحدث الذي أثار جدلا واسعا، كان ثقل تفاعل وحجم تدخل السلطات الترابية والتربوية، التي أفلحت في تجاوز الأومة، واحتواء غضب التلاميذ، وإرجاعهم إلى مؤسساتهم التعليمية، بفضل ممارسة سياسة القرب، والتواصل، واللقاءات المكثفة مع مختلف المتدخلين في الحياة المدرسية، والشركاء والفرقاء، وجمعيات آباء وأولياء التلاميذ، حول تدابير تنزيل التوقيت المدرسي الجديد، والإجراءات المصاحبة لتفعيله، بما يراعي بالأساس مصلحة التلميذ، وحقه في التمدرس والتعليم والتعلم، واستقراره النفسي والاجتماعي.

ولعل هذا ما تتويجه باعتماد التوقيت المدرسي الجديد، الذي أبان بالواضح والملموس عن نجاعة وجدية التدابير التي اتخذتها السلطات الترابية والتربوية بالجديدة، والخاصة بالتوقيت المدرسي الجديد، الذي دخل حيز التنفيذ، أمس الاثنين، في مختلف مؤسسات التعليم العمومي والخصوصي، بإقليم الجديدة.. حفاظا على الزمن المدرسي في العملية التعليمية–التعلمية، والاستقرار النفسي والاجتماعي للمتمدرسين وأسرهم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى