وزراء في قلب فضائح ..هل يحترم هذا الشعب ؟

عبد الله عياش – هبة بريس

في كل الدول المتقدمة يتم ربط المسؤولية بالحساب ، وبين الفينة والاخرى تطالعنا كبرى القنوات بأخبار تفيد ان مسؤولا زج به السجن لتورطه في قضايا فساد .

الشعوب المتقدمة لاتجد بدا في التفاعل مع القانون بكل ايجابية مادام القانون يسري على الجميع بينما الحال ليس كذلك بالمغرب مما يجعل الاخطاء تتسلسل في صورة تبعث على القلق .ويصبح اول شرط لمحاربة الفساد ـ ربط المسؤولية بالحساب ـ غير مفعل تماما ليستمر تبذير المال العام وتحويله الى ثروة شخصية تصبح رهن الاشارة .

المسؤول المغربي وعبر التاريخ ترك بصمته ..الاختلالات كانت كثيرة ومتفرقة ..وبين الخلل وصنوه العبث يظل الشعب يتساءل .لماذا لا يطال هؤلاء العقاب ؟ لماذا البعض يغادر من الباب ويعود من الشرفة ؟ هل نحن شعب يحترم فعلا ؟ للإجابة على كل هذه الاسئلة لابد لنا من العودة عند هؤلاء .

خدام الدولة…فضيحة ريع كبرى     

انكشفت للمغاربة  خيوط  فضيحة ريع كبرى تجلت صورها واضحة  بعد حصول  مستشارين للملك وكبار موظفي الدولة وزعماء أحزاب سياسية، على قطع أرضية في أحياء راقية من العاصمة الرباط بأثمنة بخسة، ما أثار رجة سياسية وشعبية.

الفضيحة أثارها قرار والي جهة الرباط، تفويت قطعة أرضية تبلغ مساحتها حوالي 4000 متر مربع لصالحه بثمن رمزي قدره 350 درهما المتر

وكشفت وثائق مختلفة استفادة أزيد من 60 شخصية مما بات يعرف بتجزئة “خدام الدولة”، من بينهم مستشارون للملك ووزراء سابقون وموظفون سامون وشخصيات أجنبية، من بقع أرضية في الملك الخاص للدولة بطريق زعير كلم 9 بمدينة الرباط أو ما بات يعرف إعلاميا بتجزئة “خدام الدولة”.

وفور صدور الخبر، سارع العشرات من المدونين والنشطاء إلى الهجوم واطلاق نداءات لمحاسبة الجميع بينما اختار اليعض الاخر اطلاق “هاشتاغات ” تطالب بانصاف  عناصر الجيش والامن والدرك باعتبارهم ايضا من خدام الدولة

الداودي ..فضيحة وزير خرج للاحتجاج ضد الشعب

في سابقة غريبة من نوعها، تزعم الوزير المنتدب المكلف بالشؤون العامة والحكامة، لحسن الداودي، الوقفة الاحتجاجية التي نظمها عدد من عمال شركة “سنطرال دنون”،أمام قبة البرلمان، احتجاجا على حملة المقاطعة.

ولم يكتفي الداودي بحضور الوقفة وتزعم صفوفها الأولى، بل ظهر في إحدى اللقطات وهو يلقن أحد المحتجين الشعار الذي سيردده، فبعدما كان أحد المتظاهرين يردد هذا عيب هذا عار والفلاح في خطر، ظهر الداودي وهو يهمس له في أدنه بترديد هذا عيب هذا عار والاقتصاد في خطر.

وخلفت مشاركة وزير الشؤون العامة والحكامة لحسن الداودي في ذات الوقفة الاحتجاجية سخرية عارمة في أوساط نشطاء مواقع التواصل الإجتماعي، حيث كتب أحد الفايسبوكيين معلقا “لم أر يوما تفاهة كهذه.. وزير يحتج ضد إرادة الشعب.. هذه تجليات زواج السلطة بالمال والمصالح والامتثال للوبيات”..

بوسعيد ..وزير زعزع الفيسبوك فانتهى بدون حقيبة

اثار  محمد بوسعيد وزير الاقتصاد والمالية السابق غليانا شعبيا بعدما وصف المشاركين في واحدة من أقوى حملات مقاطعة منتوجات استهلاكية، احتجاجا على ارتفاع الأسعار، بـ”المداويخ”، متهما إياهم باستهداف الاقتصاد الوطني.

كلمة ” المداويخ ” ارغمت الاخير على الاعتذار بعدما طالب النشطاء بإقالة الوزير التجمعي واعادتهم الحديث عن استفادته من ارض في طريق زعير تحت مسمى  “خدام الدولة ” بسعر رمزي لا يتعدى 350 درهما للمتر المربع.

وساهمت الغضبة المجتمعية في احالة بوسعيد على التوقف بعدما  قرّر الملك محمد السادس، إعفاءه من مهامه كوزير للاقتصاد والمالية. وذلك بعد استشارة رئيس الحكومة.

وأوضح بلاغ للديوان الملكي حينها  أن “هذا القرار الملكي يأتي في إطار تفعيل مبدإ ربط المسؤولية بالمحاسبة، الذي يحرص جلالة الملك أن يطبق على جميع المسؤولين مهما بلغت درجاتهم، وكيفما كانت انتماءاتهم” .

الخلفي…. وخسارة المليون دولار     

في وقت سابق خرج الناطق الرسمي باسم الحكومة مصطفى الخلفي  بتصريح غير دقيق قال فيه إن الحكومة ستخصص مليار درهم كإجراء مرافق لتطبيق نظام المقايسة وهو التصريج الذي اثار من ردود أفعال متباينة بين مدافع ومدين لمصطفى الخلفي الذي ورط المغرب عبر تصريحاته اللامسؤولة أمام إحدى شركات التأمين العالمية.

المعطيات الرقمية غير الدقيقة للوزير جعلت شركة التأمين العالمية، التي كان يتم التفاوض معها في هذا السياق، ترفع سقف التفاوض مع الحكومة بمليون دولار، أي ما يعادل 8.5 مليون درهم. وهو مااثار قلق زميله في الحزب محمد نجيب بوليف، الذي كان حينها وزيرا مكلفا بالشؤون العامة والحكامة.

الاخير انتقد الخلفي  ( وقت العملية ) موضحا ان تصريحات الأخير  تسببت في خسارة المغرب لمليون دولار أمريكي في 3 دقائق، بعد أن نقلت تصريحاته مؤسسة “بلومبيرغ الأمريكية”، ليس هذا وحسب، بل زاد أن الخلفي “غير معني بموضوع المقايسة، ولا أحد طلب منه شيئا”.

وتفاعلا مع هذه الخسارة طالب حزب لاستقلال بمحاسبة الخلفي على تصريحاته وما ترتب عنها من خسارة مادية في ظل ظروف اقتصادية واجتماعية صعبة يمر منها المغرب.

للاشارة ولحسن الحظ خسارة  ” المليون دولار ”  لم تتم بفعل مجهودات استثنائية  ، وهكذا يكون الخلفي قد نجا من غضب الهيئات السياسية التي كانت تتنظر الهفوة لاسقاط البيجيدي

يتبع ….

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. السلام ورحمة الله للكل
    المغرب 40مليون اواكثر. الشعب الحقيقي او المغرب لا يتجاوز. 10 الف نسمة وما تبقى. ليس لهم الا الاسم و مسلوبي الإرادة ولا يتمتعون بأية حقوق. فلا تسال يا اخي عن احترام إرادة الشعب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى