عندما يحاول بوعشرين استغلال مقتل خاشقجي لصالحه

زعم الصحافي توفيق بوعشرين، المتابع في حالة اعتقال بتهم جنسية ثقيلة، بأن زميله السعودي جمال خاشقجي الذي تم قتله داخل قنصلية المملكة العربية السعودية بإسطنبول، حدره من الكتابة عن آل سعود و من إمكان تصفيته من طرف سلطات الرياض بسبب مقالاته المنتقدة للنظام السعودي.
لا ندري إن كان ادعاء بوعشرين صحيحا أم لا، فالشاهد رقم واحد على هذا الكلام الخطير لم يعد بيننا كونه انتقل الى جوار ربه على يد سلطات بلاده. وإذا افترضنا أن الكلام صحيح فلابد من طرح عدة أسئلة أولها لماذا لم يعمل جمال خاشقجي نفسه بالنصيحة التي قدمها لزميله بوعشرين و يكف عن كتاباته اللاذعة ضد النظام السعودي كي يتقي شره كما يقول؟
ثانيا لماذا سكت توفيق بوعشرين كل هذا الوقت عن هذه التهديدات الخطيرة ضد حياته من طرف دولة أجنبية؟ ليس في علمنا أن بوعشرين كتب و لو مرة واحدة في أحد منابره المتعددة و لا في منبر آخر بخصوص هذا التحذير. و ليس في علمنا كذلك أن بوعشرين وضع شكاية لدى قضاء أو أمن المغرب و لا هو طلب توفير الحماية لشخصه من طرف سلطات بلده.
لكن الظاهر أن بوعشرين الذي يحاول البحث عن أسباب سياسية ليقنع الرأي العام الوطني و الدولي بأن اعتقاله يندرج في إطار تصفية حسابات سياسية، وللاسف فهو يستغل مقتل جمال خاشقجي لتوجيه أصابع الاتهام للمملكة العربية السعودية بشأن اعتقاله.
لا ندري إن كانت سلطات الرياض قد اشتكت رسميا لنضيرتها المغربية بخصوص مقالات توفيق بوعشرين. لكننا نعرف أن الرباط، و خصوصا في عهد الملك محمد السادس، حريص على سيادته، و يرفض أن يتلقى إملاءات او ضغوطات خارجية مهما كان مصدرها. لقد كتبت جريدة توفيق بوعشرين “أخبار اليوم” يومه السبت أن المغرب رفض الانسياق وراء المملكة العربية السعودية و دولة الإمارات العربية المتحدة في حربهما ضد قطر، و هو موقف يعرفه العالم بإسره. كما كتبت أن المغرب لم يقدم دعما او سندا للرياض في قضية مقتل خاشقجي،و هو أيضا موقف يعرفه العالم بإسره. فكيف يا ترى يقبل للعقل و للمنطق أن أن يقوم هذا المغرب باعتقال ابنه بوعشرين لإرضاء النظام السعودي!
و حتى إن افترضنا أن توفيق بوعشرين صحافي مشاكس و مزعج وطنيا وعربيا، فهل يخول له موقعه الاجتماعي ان يغتصب و يتاجر بالبشر ضدا عن القانون؟
هذا هو السؤال الصحيح، و الباقي كله تفاصيل!

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. 14 – BENSLIMANE OMARالخميس 18 أكتوبر 2018 – 18:27
    Bouachrine serait pris au piège de certains puissants dirigeants du pays qui auraient décidé de l’anéantir en le traînant dans la boue pour se venger de lui sous des accusations qui ne tiennent pas la route comme on dit,pour avoir osé dénoncer avec force le grand fassad qui gangrène le pays .
    le malheureux Bouachrine qui avait cru au respect du droit d ‘expression dans le pays l ‘a appris a ses dépends…

    L’affaire Bouachrine comme celle de El Mahdaoui et autres journalistes avant eux ,serait un message clair adressé a tous ceux qui oseraient a l ‘avenir se permettre de s’attaquer ouvertement au fassad qui ronge le pays ,celui des a3farti et Tamasseh qui s’ enrichissent sans limite illicitement dont la seule victime de ces crimes serait le pauvre peuple marocain défavorisé qui vivote dans la misère noire et la marginalisation.
    Tout journaliste qui ne caresserait pas dans le sens du poil pas seulement au Maroc mais dans tous les pays arabes subiraient un jour ou l’autre le triste sort de Bouachrine ou pire celui de feu Jamal Khashokggi…

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى