وثيقة تكذب الإدعاءات و توضح حقيقة نجاح جيد و الجعفري في تقنية الفار قبل الكان
قبل أيام نشر منبر إعلامي مغربي خبرا يتعلق بفشل الحكمين المغربين رضوان جيد و نور الدين الجعفري في اختبارات تقنية “الفار” و التي قد تحرمهم من المشاركة في غرف توضيب الفيديو للمساعدة التحكيمية خلال نهائيات كأس إفريقيا التي ستقام بمصر بعد أقل من شهر.
هذا الخبر و الذي تناقلته عديد صفحات مواقع التواصل الاجتماعي دون تحري مصداقيته و حقيقته ، شكل مادة دسمة للعديد من هواة الغوص في المياه العكرة و لمن ينتظر أنصاف الفرص لتصريف حقده و تصفية حساباته و توجيه مدفعية اللوم و العتاب و الانتقاد لقضاة الملاعب و على رأسهم الحكمين الدوليين المخضرمين رضوان جيد و نور الدين الجعفري و اللذان سيحملان على عاتقهما مهمة تمثيل راية المغرب في المحفل القاري.
و لتتضح حقيقة هذا الخبر ، حاولت هبة بريس سبر أغوار الدورات التدريبية التي نظمتها لجنة الحكام بجهاز الاتحاد الإفريقي لكرة القدم ، و هي الدورات التي نظمتها كل من جنوب إفريقيا خلال مارس الماضي و الرباط خلال بداية شهر ماي ، و قبل ذلك خاض الحكام المغاربة المعنيون دورة تكوينية على أعلى مستوى في دولة الإمارات العربية المتحدة تحت إشراف الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” و أطرها المسؤول الأول عن التحكيم العالمي الحكم الإيطالي السابق كولينا.
هاته الدورات التدريبية و التكوينية و التي وجهت أساسا لاستعمال تقنية المساعدة التحكيمية بالفيديو المعروفة اختصارا ب”الفار” شهدت تفوق الحكام المغاربة مقارنة بنظرائهم من دول القارة السمراء ، حيث نال الثلاثي المغربي المشارك في هاته الدورات إشادة كبيرة من مسؤولي التحكيم بالفيفا و كذلك بالكاف.
و خلال هاته الدورات التدريبية ، بصم الحكام المغاربة على تألق لافت و هو ما أجبر الاتحاد العربي لكرة القدم على الاستعانة بالحكم الدولي نور الدين الجعفري ضمن طاقم التحكيم الذي قاد نهائي أغلى مسابقة قارية و إقليمية بالعالم العربي بعدما تواجد ضمن الفريق التحكيمي الذي قاد نهائي كأس زايد للأبطال.
اختيار نور الدين الجعفري ضمن حكام المباراة النهائية للبطولة العربية و التي جمعت النجم الساحلي التونسي مع الهلال السعودي لم يأتي من فراغ ، بل فرضت قبل ذلك لجنة التحكيم بالاتحاد و اشترطت أن يكون حكام النهائي من بين الأجود في قارتي أسيا و إفريقيا و أن يكونوا من بين حكام تقنية الفار ، و هو ما توفر في ممثل التحكيم المغربي نور الدين الجعفري.
و توصلت هبة بريس بوثيقة تظهر تفوق الحكام المغاربة في اختبارات الفار و نجاحهم بامتياز ، مما سيؤهلهم لقيادة مباريات كأس إفريقيا للأمم القادمة بمصر سواءا كحكام رئيسيين كما قد يمكن الاستعانة بهم كحام للفار إذا ما ارتأت لجنة التحكيم بالكاف ذلك ، ليكون بذلك نور الدين الجعفري و رضوان جيد ضمن نخبة حكام تقنية الفار بالقارة السمراء رفقة كل من باكاري غاساما و جاني سيكازوي و جهاد كريشة و باملاك تيسيما.
و الغريب في الأمر أنه و في الوقت الذي ينبغي حشد الدعم و التنويه بمجهودات ممثلي الصافرة و الراية المغربية في المحافل القارية ، يحاول البعض دس العراقيل و وضع المتاريس و خلق بروباغندا إعلامية فارغة المحتوى بعيدا عن المصداقية المفروضة ، مما يدفعنا للتساؤل: من له المصلحة في الإساءة لجيد و الجعفري و في هاته الفترة بالضبط و التي يركزان فيها بشكل كبير على الاستعداد لتمثيل المغرب في كأس إفريقيا بمصر؟
و تجدر الإشارة إلى أن نور الدين الجعفري و رضوان جيد يعتبران من بين خيرة الحكام الدوليين الأفارقة و من بين نخبتها كذلك و تعول عليهم لجنة التحكيم القارية في المواجهات الحاسمة و المصيرية و قادا عشرات المباريات القوية سواءا بالمنافسات الإفريقية و العربية و حتى المحلية ، كما أنهم تحصلوا على أعلى النقاط في تقارير المباريات التي قادوها خارج أرض الوطن مما أهلهم للمشاركة في كأس إفريقيا و التي يتوقع أن يكون أحد ممثلي التحكيم المغربي ضمن الطاقم الذي سيقود المباراة النهائية في حالة ما لم يكن الأسود أحد طرفيها.